الحكم بعد المداولة /الشاعر د. محمد الإدريسي

الحُكْمُ بَعْد المُداوَلَة
اِغْتيلَ العَدْلُ في سُجون الآلهة
باسْم ابنِ هامانَ و الفراعِنَة 
الكُلُّ كَشَّرَ عنِ الأَنْياب
اللُّصوصُ و الذِّئاب
يَسْتَمتِعُ الخَونةُ بهذا الغِياب
في الفَوْضى الثَّعالِبُ لا تَنام
شُعوبٌ "تَعيشُ" على الأوْهام
سَتَأْتي غَداً أيَّامُ السَّرّاء
أُمَّةٌ تَرْقُصُ على الضَّرّاء
تَسْتَقْبِلُ الطُّغاةَ بالغِناء
لِلمُسْتَبِدِّين نَظْرَةُ اسْتِهزاء
يَرْقُصونَ على الدِّماء
تشْفَعُ لَهُم بِكَثير الثَّناء
تُقَدِّمُ الطَّاعَةَ و الوَلاء
تُصَفِّقُ لِلْقَتَلَة و السُّفَهاء
تبْعَثُ بَناتِها عِنْدَهُم لِلْبَغاء
تُمَجِّدُ كَلِمَةً تَبْدأُ بالخاء
تَكْرَهُ ما يَبْدَأُ بالحاء
تَقولُ على حالِها هذا قَدَر
  لَيْسَ مِنْ أعْمالِ بَشَر
تَعَوَّدتْ على الانْبِطاح
بابْتِسامات الفَرَح
لَم يَقْرأ القاضي العَريضَة
قَدَّمَ المُحامي المُرافَعَة
لمْ تَستَمِعْ له الهَيْئَة
الأحْكامُ في الدُّرجِ جاهِزَة
ضجيجٌ اِرْتَفعَ في القاعَة
الحُكمُ بَعد المُداوَلَة
في نِهايَة الجَلْسَة
علَّلَ المُسْتَشارُ البَراءَة
لِسَيِّده و لِلْجُموع الخَائِنَة
إنَّهُم يُحارِبون الإرْهاب
ألَيْسَ هذه قِمَّةَ العَجَب!!!
مِن حَقِّ سَيِّدِهم بَيعَ الأوْطان
ذلَّ و ذَبْحَ الإنْسان
هو سَيِّدُ الفَضاءِ و المَكان
يَسْجُدُ لَهُ المُنافِقون و الحَيَوان
فَكَيْف لِمُستَشارٍ أنْ يُدين
رَبَّه هُم يَجْمَعُهُم نَفْسُ الدّين
المُدَّعى عليه بَريء مِن كُلّ التُّهَم
كَيْفَ لا و هو القائدُ المُلْهَم
إلى المُفْتي أوْراقُ الشَّعْبِ المظلوم
مع تَغريمِه و أداءِ مَصاريف الدَّعْوى
أحكامُ على الهَوى
ذَرْأً لِكلّ فِتْنَة
التَّنفيذُ في أيّة سّاحَة
لكِنْ هيهات اسْتِمرارُ الحالَة
فَقد حانَ وَقْتُ الحِساب
افْتحوا كُلَّ الأبْواب
العَدُّ العَكْسي يُنادي انْتِصار
بَدَأ أُفولُ شَمْسِهم في الانْحِدار
لَن تَنْفَعَهُم كُلُّ تِلكَ الأعْذار
حينَ تَهُبُّ رِياحُ أمْواجِ الاِعْصار
قَد يَكونُ هذا لَهُم آخرَ الاِنْذار
إنَّما النَّصْرُ صَبْرُ ساعَة
النَّتِن ياهو ينْتَظِرُ الخَوَنَة
في القُدْس المُحْتَلّة
حتّى يُطْرَدون معاً دُون رَجْعَة
بَعْدَ أحْكامٍ عادِلة
طنجة 27/09/2019
  د. محمد الإدريسي