ومضات فكريك /للكاتب أيمن غنيم
ومضات فكرية
للكاتب أيمن غنيم
فلسفة الاسلام
حري بنا أن نستوقف لإدراك تلك الفلسفة النهجية التي تعلو ولا يعلا عليها. لأنها تخاطب الروح لا الجسد. وتمتثل للمعني لا المادة. لذا كتب لها السمو والرفعة والبقاء والخلود. لأنها تعهد الفضائل وتؤكد المثاليات وتجوب في عوالم خفية وتنبثق من معايير الصواب والصلاح لا الخطأ والطلاح. وهكذا تكون صيرورة الحياة. ومداد نهجها نحو الأصوب. نعم فكان الإسلام بمثابة الشمس للحياة أشرق بنور وهداية نبينا مُحمد هذا الشعاع الذهبي الذي منح لحياتنا النور بعد ظلمة الجهل والثبور، وأغدق علينا بنعمة الإيمان وفلسفة التوحيد وسطر التاريخ بجمال ما أرسل به ومباهج مخطوطاته وعبير موروثاته فكان المنهاج الأصوب للحياة الأصوب. واستمال قلوبنا بغزير عطائه، وجمال صنعه فكان للبشرية أجمل هداية، وكان أعظم خلقه وأشرفهم. فنشر بعدله الأمان وأزاح بنوره ظلمة الجهل والطغيان، وبدد الصمت بحسن البيان،
فكان قرآنا يمشي علي الأرض فتمثل بمعانيه تجوب الدروب وتشكل بآياته ليملأ القلوب وارتسم سلوكاياته فكان سويا عفيفا نقيا رحيما أبيا. وبآدابه فكان للحياة تاريخ نضال، وقوة وروعة وجمال، وارتسم علي وجه حلو الخصال، فكان بحق بطل الأبطال. فكانت رسالته واقعية، ملموسة فتية، تحمل الصدق في القول، والإمتثال في العمل.فأحبه الناس، وصار بحنين وجده كالماس. فكان الإسلام علي شاكلته صلي الله عليه وسلم. يطوف ويجول ويعلو وتعلو معه تعاليمه فأعتنقه البشر لما إرتؤه من جمال، وتبدلت أحوالهم من حال إلي حال. فإن الدين وجاء لغبطة فانية، ورذيلة عاتية، وشرود أحقاد وأطماع واهية، تحمي المجتمع من التمزق والشقاق، وتهدف للوحدة والوفاق.
فلولم يكن هناك دين وتشريع لما برع الإنسان وأبدع. ولما تعايش آمنا وتمتع، لأن الجنة هي الملاذ لمن صبر وأصلح، وعاود بعد فشل وأفلح. وكابد القهر والإذلال ، بمعية الصبر والجلد والتحمل، علي فقر مدقع، ومرض مهلك، ووجيعة أو قطيعة، لا يتأفف غير شاكيا أو باكيا يلتحف برداء الورع والخوف من الله وامتلأ قلبه رضا، وهدأت جوارحه وإنتابه السعادة، وضحك مستبشرا بوعد الله، فكانت الجنة مأواه. أو تمتع بنعم الله وشكر، وتصدق بما قد رزق ففاق الخير وإنتشر. تلك هي الفلسفة المستنيرة. والمدرسة المحمدية التي كان أساساها الحياة السوية،
لمجتمع يكون دولة ودولة تكون عالم فأصبح الكون كله يدين للاسلام بالسماحة والعدالة والتوازن الذي يحقق الأمن والأمان في حياة كانت إذا غاب عنها التشريع. تعج بها قوانين التطبيع، والصراعات في الفرقة والتجويع،
فكانت فلسفة محمية، من قوانين فولاذية، ليست خاضعة للمادة. وإنما كانت إلهية روحية تدعم كل الفضائل وتتبني كل المثل، لتقام دولة العدل رغم براثن الطغيان. وتبني أسس المساواة رغم جحافل الفرقة وتباعد الأزمان
تعليقات
إرسال تعليق