أنا والكتابة وبناء الذات /الشاعر الأديب د. رمضان عمر

أنا والكتابة وبناء الذات
د. رمضان عمر
ملاحظة: ( نص بوحي يعالج جدلية المعانقة الشعرية النثرية في رؤية ذاتية فلسفية _ أذ  لم تغرك الأسرار ولا تبحث عن التشكلات الهندسية في الكتابة فلا أنصحك بمتابعة القراءة ؛ فالمقالة تطرح تدرجا في الوعي وصولا الى اللاوعي  أي  اتحادية الأنا بعد محو اللا أنا )
كنت حينها أترجم معالم طفولتي براءة وصفاء عندما قام ابن جيران لنا   يكبرني سبع سنوات بإطلاق أول  قذيفة حجرية على  لتصيب مني قدما زاحفة لمستقبل مجهول ؛  فادماني  كي أخرَّ  باكيا  محزونا .  وينصرف هو  بقهقهة تعلن انتصاره. ذهبت حينها للبيت .... التحفت قلمي وكتبت بضع كلمات نزفت أغاريد حزني وبؤس طفولتي  .
ولم أكن - أيضا -  قد تجاوزت العاشرة من عمري  حين أوقفني استاذ لي ؛ بيده عصى وفي فمه شتائم التقطها وهو ينكب صباحا على جنبات الطريق مجدولا تعاسته في وظيفة لا تدر عليه حليبا ولا عسلا ، فاسقط من حمله شريطا من الشتائم السوقية  ليلقنني درسا في التأنيب؛ كان يزعم أني لا أجيد القراءة؛ فقرأت له صفحة الكتاب غيبا...  خر  الاستاذ اللامثقف كثير الشتم قليل الابتسامة  منكسرا خائبا .
ولم اتجاوز الثانوية حين كتبت أول معلقة شعرية لي ولم يقرأها أحد غيري حتى هذا اليوم  . وعندما عدت من باكستان استقبلتني قوى الأمن على المطار وزج بي  في جب التحقيق .
كتبت بشاعرية مرهفة عن السعادة والطموح والحرية .
وحينما تخرجت في  الماجستير في جامعة النجاح بتفوق ولم أجد وظيفة  تليق بي كتبت نازفا عن غربة الاقصاء.
كنت وكذا كانت الكتابة :
كلما أمعنت في الابداع
أقصتني الوحوش عن الاريكة
فاقتحمت الصمت، وزعتُ العناوينَ الكبيرة َ مثل اغنية الخريف
وقلت : لا تيأس!!!
فمن يقنط ، فما أمن الخلاص .
... ترجلت لغتي لتسعفني ، وتفحم خصمها المسكون بالاخصاء
...........................
غاب عني قارئي
فلعله - مثلي- تساوره ظنون الليل ،
يبحث عن جيوب القاتلين ...
لعلهم يعطونه ثمن العشاء .
.......................................
ادى التحية للغريب ، وقال: لا تكتب ، كفانا ما كفانا.
ثم اغرتني الارادة ؛ قلت منتصرا لنصي ": ليت شعري ، لست الاي ؛ فاين كفاية التدجين كي يصلوا الي :
انا الغريب ..
..................
لكنني لست الغريب ، وقارئي، لم يرضع الابداع مثلي ،
لم يجرب لذة التشكيل
حين تصوغها روح التالق في المصير السندسي ،
وقارئي
قرا الحساب
ولم يعالج بعض نمنمة النصوص على جدار الشوق
لم يخلط خيوط زمانه الورقي مع زمني
فلي الزمان المطلق الابدي ..مثلي .
...................
لم يذق طعم الخلود النرجسي على سراج الزهر في سطر القصيدة
قارئي
عرف الحياة وظيفة
وعرفتها ملكا
فكيف يطيب لي :
ان اشرب الحناء من جسد القصيدة؟؟؟؟؟؟؟!!!!!
والقصيدة تعتورني -
في مدار الكون ترسمني خلودا
قارئي
نسي الوصية؛ فاحترق
نسي الكناية والمجاز ؛ فغار في شبق ، ودق .
نسي الظلال ؛ فنام في وهج الفجاعة وانطلق.
وبقيت اسرج شمعي الذهبي ،
لا امضي الى تلك الورق
واسافر .........
الاسقار تحملني ولن اخشى الغرق. !!
ما زال قلمي يشكل فلسفة وجودي الزمني في غربة الاقصاء ، فلست بواجد ذاتي على صفحة التشكل المكاني بغير قلم يغذي وريد الاستقرار الوجودي في مسيرتي المؤقتة في هذه الحياة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جدلية الحزن في الشعر العراقي المعاصر / مقال الأستاذ حسين عجيل الساعدي

كرونا /الشاعر سعيد تايه.. عمان الأردن