أيها الليل /الشاعر المبدع خالد فريطاس.. الجزائر
أيها الليل لماذا لم تخبرني بالحقيقه
لماذا أعتقلت الفراشات الجميله في مقام الفناء
لماذا ألبست كل الحوريات أقنعة الزجاج المكسور الخاطر
وأوهمت الوجود أن العواصف إستثناء متكسر الأجنحة
وأن رحم الخريف حامل بنطاف الشتاء
أيها الليل لماذا أبكيت نجوم الذيل الأخير من الليل
وألقيت ما تبقى من خطى التبان لحظرة السامري
كم بكينا في دياجير الهمزة الأخيرة من أبجدية الموت
نعم ورقعنا أكفان القدامى في دخان أفيون الحاضرين
أيها الليل لماذا أخفيت فوانيس الشرق في الجلباب الأسود
لماذا فتحت عين الشيطان على حيرة النعمان
وهجنت سلالة هاروت وماروت ببتلات زهرة الأوركيد
وألبست طلقات العيار الثقيل سرابيل البكاء
أيها الليل تعبنا من حمل الحطب
تعبنا من إرهاق أعواد الثقاب النحيلة في هذا البرد
وأورثنا ألم صدمات الكون
تعبنا منا ومنك ومنهم
تعبنا من أزيز مقنبلات الطموح في مجال أطيافنا السابحة
في بحر الأنوار وتراكمات تهجدت في المساء
أيها الليل خذ صمتك بعيدا إلى ماوراء الطبيعة وهدهده
فنحن المضربون ونحن المحتجون ونحن الثائرون
ونحن الذين قالوا لا طاقة لنا بالصمت
ونحن أولوا العزم في عين البلابل المكفهرة الأحوال
ونحن السالكون مع العارفين في مدارات الوجد والبقاء
أيها الليل كيف تواري دموع من إنهمروا خارج نطاق الياسمين
نحن نقدر المبالات المتوارثة من زمن أصحاب الأخدود
ونثمن الأشياء التي أكتسبناها من ذلنا العريق
نحن نقدر الخبز الذي تفرقت فيه دماء قبائل الشرق
ونكترث لكل شيئ يطبع أحلامنا برماح ردينة والسمهري
لا تستغفل عقولنا الصغيرة فنحن فراخ لا يكاد مخها يأخذها لواد النمل ويعود بها ممتلئة البطن بالبلاهة والشقاء
أيها الليل إلى متى تسرح شعر العواء
إلى متى تنتهك حرمة البخور النسائي وشبق الجياد في المنحدرات
نحن لا نملك الطريق الذي يؤدينا للطريق
لا نجرؤ على إتباع إحداثيات عبثت بها الريح في ليلة نزول القمر
مازلنا نحكي حكايات الغول لظلنا الخائف من ظله
ونهدي على حجرة الصوان لإله الشر كباد الأتقياء
مازلنا نهيم مع القفزات في كتلة نقطية
ونقذف إهتزازاتنا النابضة خلف الأسوار
ونذر رماد الجمار الملتهبة من السفود مع الشواء
تعليقات
إرسال تعليق