ملاك أنت يا ولدي /الشاعر عبدالمجيد زين العابدين.. تونس

إِلَى أُسْرَةِ مَجَلَّةِ ملتقى القلوب للإبداع الأدبي    :السَّلَامُ عَلَيْكُمْ .
مَلَاكٌ أَنْتَ يَا وَلَدِي
صَبِيٌّ هَائِمٌ فِي الْحَــيِّ يَسْعَى **وَلَا يَدْرِي الْمَـــــدَارِسَ وَالصِّحَابَا
فَلَا مَنْ قَادَهُ لِلدَّرْسِ يَوْمًــا **وَلَا يَدْرِي الْمَــــدَارِسَ وَالْكِتَابَــــــا
يَمُرُّ بِهَا بِلَا  وَعْيٍ وَحِــــــــــسٍّ **وَيَبْغِي مِنْ مُشَاهِدِهِ طِلَابَــــــا
وَيَرْضَى مِنْ غَنَائِمِهِ بِنَقْـــدٍ ** يَدُسُّهُ فِي الْجُيُوبِ وَسُرَّ طَابَــــــا
****************
فَوَيْلَكَ ثُمَّ وَيْلَ النَّاسِ جَمْعًا **إِذَا لـَـــمْ نُجْلِ عَنْهُ ذَا الْعَذَابَـــــــا
إِذَا مَا لــَــمْ يُبَادِرْ مَنْ رَآهُ ** إِلَى إِيلَائِهِ مِمَّـــــــا اِسْتَطَابـَــــــــا
مِنَ الْفُرَصِ الَّتِي سَنَحَتْ لِنِدٍّ **لَهُ يَحْيَى حَيَاتَهُ وَالرِّغَابـَــــــا
وَيَحْظَى فِي الْمَـــعَاشِ بِوَالِدَيْهِ**وَلَا يَلْقَى المْهَاَنَةَ وَاِكْتِئَابـَـــــا
***************
هُوَ الْمَـــــقْبُورُ فيِ عَيْشِ الْمَــــــآسِي**كَأَنَّهُ لَيْسَ مِنَّا لَنْ يُهَابَا
كَمِثْلِ الْغَيْرِ مِنْ طِفْلٍ وَبِنْـــــتٍ **يَعِيشَانِ السِّيَادَةَ لَا اِضْطِرَابَا
مَسَارُهُمَـــا تُؤَثِّثُــــهُ الزَّرَابِي **وَعَيْشُهُمَا الْحَرِيرُ أَرَى اِنْسِيَابَا
وَأَكْلُهُمَا الْبَنَادِقُ فيِ كُـــــرَاتٍ **وَمَاءُ الزَّهْرِ كَانَ لَهُمْ شَرَابَـــا
********************
كِلَا الطِّفْلَيْنِ وَالْبِنْتَيْنِ طِفْلٌ **وَبِنْتٌ لِلْبِلَادِ يُرِي الْعُجَابَا
غَدًا فِي قَادِمِ الْأَيَّامِ يُمْسِي **الْمُـــــــــثَنَّى وَاحِدًا يُقْصِي الذِّئَابَا
أَنِلْهُ الْيَوْمَ وَهْوَ لَنَا صَغِيرٌ ** وَلَا تَجْعَلْهُ مَحْرُومًــــا وَخَابَـــــا
وَلَا يَلْقَى الْإِعَانَةَ مِنْكَ تَوًّا **وَلَمْ تَحْفَظْهُ حَيْثُ يَعِيشُ غَابَا
*****************
مَلَاكٌ أَنْتَ يَا وَلَدِي لَدَيْنَا **سَعِيدٌ مَنْ رَعَاكَ وَلَا حِسَابَا
سَعِيدٌ  مَنْ يَرَى طِفْلًا وَيَحْنُو **عَلَيْهِ  لَيْسَ يُولِيهِ اِجْتِنَابَا
وَيَرْوِيهِ وَيُطْعِمُـــــهُ لِزَامًـــــا **مَخَافَةَ رَبِّهِ كَانَ اِسْتَجَابَا
لِمَـــــــا يَحْتَاجُ مِنْ أَكْلٍ وَشُرْبٍ **وَمَا يُغْنِي وَيُنْسِيهِ الطِّلَابَا
*****************
كَذَلِكَ يُصْبِحُ الْإِنْسَانُ فِينَا ** إِلَى الْإِنْسَانِ لَا يُبْدِي اِغْتِرَابَا
وَنَنْسَى جَهْلَنَا فِي عَصْرِ عِلْمٍ **وَنَنْسَى الْحَرْبَ لَا نَبْغِي اِقْتِرَابَا
خُلِقْنَا هَكَذَا لِلْغَيْرِ طَبْعًــــــــــا **وَرَبُّ الْخَلْقِ يُعْطِيكَ الصَّوَابَا
صَوَابُ الْمَرْءِ حِكْمَتُهُ لَدَيْنَا **وَنُورٌ مُشْرِقٌ يُقْصِي الضَّبَابَا
عبد المجيد زين العابدين
تُونِسُ فِي يَوْمِ الأحد  التاسع وَالْعِشْرِينَ (29)
مِنْ نُوفَمْبَر (11)سَنَةَ عِشْرِينَ وَأَلْفَيْنِ (2020)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السراب الجميل /الشاعر المهندس سامر الشيخ طه

أمي وعجز القلم /الشاعرة منى المسلماني

نعمة حياتي /الشاعر أنور اميرالدين الصامت