الحاج متولي واختبار الايام /الكاتبه د. نجوى رسلان
الحاج متولى واختبار الأيام
لقد تذكرت مشهدا قديما من مسلسل الحاج متولى حقا يجسد الكثير والكثير من الحقائق التى تؤكدها لنا الأيام كل يوم ، فعندما حاول الحاج متولى أن يعرف مكانته عند زوجاته ، لم يدعى المرض بل ادّعى الفقر وسأل نفسه سؤال :هل أنا مجرد جالب للمال فإذا فرّ هاربا ، ذهب هو الآخر فى خبر كان ، فقد أوهم كل زوجاته أنه فقد كل ما لديه من أموال ، وأصبح لا حول له ولا قوة ، وهنا تجلّى موقف زوجاته منه وعرف قدره عندهم ، فكل من زوجاته الثلاثة جمعت ماتملك من ذهب وقدمته على الرحب والسعة ، أما الزوجة الرابعة التى تزوجته من أجل المال وفقط وهذا خطأ مشترك ليس مجال حديثنا الآن ، فآثرت البعد والاكتفاء بما قد جمعته منه ، وهنا تأكدت لدى الحاج متولى مكانته عند كل زوجة من زوجاته ، وهنا هذا الموقف قد جسد الكثير والكثير ألا وهو (سطوة المال وسلطانه) فالمرض قاس عليك ولكنه لن يكلف من حولك سوى الدعاء والدموع وبعض من الضيق والآهات قد يزول أثرها مع الوقت فهذه طبيعة الإنسان ،أما المال فهو الصاحب والساحب ، تمهلوا تمهلوا فليس لدى شهوة المال كما فهمتم أو توهمتم ، ولكنى أصور بكلماتى خِبرات وتجارب تمر أمامى فتكشف لى مزيد من الحقائق وتؤكد بعض الأمور وتنفى بعضها ، وهنا يأتى السؤال هل قيّمنا قيمتنا لدى أحبابنا بميزان المال ؟ هل لعبت معنا الأيام هذا الدور ؟ أو لعبنا نحن معها كما فعل الحاج متولى ؟ هل قيمتم قيمتكم عند من تحبون ؟ فهناك الكثيرون منا وهبهم الله الكثير من المال ، وهذا فضل من الله عز وجل ، ولا شك فى ذلك ، وكثير منهم اعتاد أن يغدق من هذا المال يمينا ويسارا على إخوته وأقاربه وأحبائه حتى لو ضنّ على أهل بيته ، أو جعلهم فى ذيل القائمة ظنا منه أنهم الأقرب ، أو الأحوج ، أو الأولى ، أو ربما لديهم من الأساليب التى يستطيعون بها أخذ ما يبغون ، وقليلا ما يردون تلك الأموال ، وربما صاحب المال تنساها أو خجل أن يطلبها ، وهم بدورهم تغافلوا عن ردها ، لا شئ فى ذلك ، فالحياة تسير ، والعطاء عند الله عز وجل لايضيع ، ومن يعطى برضا لا ينتظر من غيره شيئا ، وهناك الكثيرون من يستغلون ذلك مع العلم أن ما أُخذ بسيف الحياء فهو باطل ، ولكن سيدى دع الأمور تمر فما الحياة إلا رحلة قصيرة ، وكما جئناها مجردون سنرحل منها مجردون، ودعنا نحتفظ بالأحبة حتى لو كانت علاقات زائفة بطلها المال والمصلحة ولكن هل قامت الأيام والظروف معك يوما بدور الممتحن لأحبائك وأقاربك وأصدقائك ، لقد استدعاها كذبا الحاج متولى ، ولكن هل قست عليك الأيام يوما بحق لتضع من حولك موضع الاختبار ، إنه المال يا سادة ، عندما تكون مكتظا به ،تملك سيارة فارهة ومبنى ضخما ووو ووو تُغدق على هذا وذاك ، فلك المنصب والاحترام والبهوية بل والبشوية إن أردت ، وهنا تقف الأيام وقفة صارمة، وتقول لك حان الاختبار ، فاخطر أحبتك بل أحب أحبتك بأنك فقدت سطوة المال ، وابدأ بالأخوة والأقارب ، فإذا من لك عنده حق بل حقوق يفر عنك بعيدا خشية أن تطلب حقك ، ما هذا ألم يعرف بحاجتى !!! أليس هذا حقى نعم صمتُ عنه بعض الوقت ولكن هذا لا يسقط أحقيتى له ، وماذا عن الأحبة يهرولون عنك بعيدا خشية أن تطلب منهم شيئا ، عجبا ألم تكن من قبل تقف مع الصغير والكبير ، القريب والبعيد ، عفوا سيدى الخطأ خطأك أنت أكررها إنه المال بشراهته وسطوته وسلطانه فقد ذهب بريقك ووهنت قيمتك فلتذهب بعيدا ولملم ما تبقى من أذيال خيبتك ، له ، فالمال نعمة إذا صُنتها ووضعتها موضعها الصحيح ، وهو نقمة إذا صرت له عبدا فكم من أخوة من أب واحد وأم واحدة عاشوا معا وفرقهم المال ، وكأنه لعنة تحل على البعض ، عفوا لا أريد شخصا لم تمتحن الأيا م أحبته ،أن يقيم محبته من وحى خياله ، فهذه خطوط خطتها الأيام فى دفاتر الآخرين ، ولتسأل الأيام عنها ولا تسأل فؤادك أو إحساسك ، فعذرا ثم عذرا لن يصدقوك
إنه المال يا سادة
وذُل ثم ذُل
من سجد له عبادة
وسعد ثم سعد
من جعله سجّادة
يحلّى كل سلعة
والسادة تبقى زيادة
قادر يجعل عروستك
أحلى ورود الكون
ويبعد العنوسة
عن أى وردة تكون
قادر يمسح إهانة
بألف أو مليون
قادر يجعل عدوك
يحضنك ويبوس
فلوس
معاها فلوس
تغير النفوس
وبكرة مسيرها
تخلص
ويجى عليك ويدوس
دمتم برقيكم وازدان الملتقى وتجمل بدعمكم ، فلكم من القلب تحية إعزاز وتقدير
ردحذف