ليتني/ الشاعرة فاديا الصالح

ليتني 

ليتني احتفظت بتلك النظرات التي كنت تسترقها مني على غفلة القمر في مداره الربيعي  ..أو ليتني ضممت ما تبقى من رائحتك التي كانت تطوف في أزقة الروح باحثة عني ترجوني المكوث و تتوسل إلي بإطالة البقاء ..
ليتني لم أفتح الباب لأمنياتي أن تغادر مرابع طفولتي ..وليتني تركت قلبي على ضفاف الآفاق البعيدة يرنو إلى غد ٍ أجمل ٍ برفقة عينيك ... و لم ألملم صور ذكريات بات استرجاعها كسهم تبتلعه الروح بالتنهدات و الزفرات و اللوعات..
ليتني رافقت بصحبتك الشموع في أعذب الأمسيات و انثنت هامتي شوقا على ألحان ذراعيك تخلد لأجلك أروع الرقصات ..
ليتني عانقتك مرارا و أطلت عناقك في كل الهزائم و الانتصارات ..
ليتني تنفست عبير ملامح وجهك البهي الذي ملئت خباياه بالحكايات  و بطعم الحنطة و السنديان و الشتاء..
ليتني لم اتلوَ مثل الخيالات على جدران النبض و في مقابر الزمن
أرجو النهايات ..ليتني رميت الروح عندك و أعلنت سفني مراسيها ... و تعقبت آثار الشغف في عينيك ..و ابتسمت فيك الأمنيات ..
فاديا الصالح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جدلية الحزن في الشعر العراقي المعاصر / مقال الأستاذ حسين عجيل الساعدي

كرونا /الشاعر سعيد تايه.. عمان الأردن