النكاح /الأديب مبارك البحري
النّكاح
أنشر هذا الموضوع " النّكاح " من حيث إنّني وعظتُ به هذين الزّوجين المباركين إلى ما فيه الخير والسّعادة لهما في هذا اليوم. أنشرها لأنّ أخوف ما أخاف إذا وقفتُ بين يدي اللّه أن يقول يا مبارك، قد علمتَ فماذا عملتَ بما علمتَ ؟
'لذا ' يا كريم الأصل والمنبت، " ويا شريف المقام، اعلمْ أنّ اللّهَ سبحانه وتعالى خلق الذّكرَ والأنثى لقوله في القرآن الكريم " وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ " وجعل بينهما رابطةً مقدّسةً وهي " النّكاح " وهو سنّة اللّه في خلقه، وسنّة رسوله محمّدٍ لحديثه الشّريف ' النّكاح سنّتي فمن رغب عن سنّتي فليس منّي ' وهو ما جعله اللّه من الأشياء المحللة الّتي حثّ الإسلام عليها لقوله سبحانه وتعالى " وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى" لما له من مقاصد شرعيّة كثيرة في حياة النّاس، وأمر بأن يكون تحت رباطٍ شرعيّ، حفظًا للحقوق، وإقرارًا للواجبات. وهو إرشادٌ للزّوجين، إلى خير الدّارين إذا خضعا لِحكم الشّرع الّذي فيه، وأطاعا أمر اللّه، ورسوله فيه. ولا يكون الائتلاف بينهما إلاّ بالعدل والإنصافِ. وكانت النّفقة عليها من العدلِ. لأنّها واجبةٌ عليك أيّها الزّوج لقوله سبحانه وتعالى " وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا" وعليك أيّها الزّوج الكريم، 'الصّبر' لأنّ كثيرا من الزّوجات بالمعاملة السيئة من زوجها تبتلى، فقد يقتر الزّوج على زوجته بالمال، فلا يعطها إلّا ما يسدّ رمقها، وقد يسيء الزّوج لزوجته ويتجاهل مشاعرها وعواطفها، بِشَتمٍ وضربٍ وإهانةٍ، ولم ترد المرأة ذلك، وإنّما تريد العناية، والحبّ الحقيقي، والصّدق، ولا الكذب وبهذه الأشياء تثبت المودّة والمحبّة بينكما.
ويا أيّتُها الزّوجةُ الكريمةُ أوصيكِ بتقوى اللّه ومِنْ تقوى اللّهِ وجوبُ الطّاعةِ لزوجكِ لأنّ الطّاعةَ لا تكون إلاّ عن أمرٍ لقول رسول اللّه ﷺ حينما سألتْه امرأةٌ يا رسول اللّه ما حقّ الزّوج على زوجته فقال أن لا تَتَصدّقَ من بيته إلاّ بإذنه ولا تَمْنَعَهُ نفسَها وإن كانت على ظهر قَتَبٍ ولا تصومَ يومًا تطوّعًا إلاّ بإذنه ولا تخرجَ من بيتها إلاّ بإذْنِه فإنْ فَعَلَتْ لَعَنَتْهَا ملائكةُ السّماءِ وملائكةُ الأرضِ حتّى تَرْجِعَ )
ويا أيّتُها الزّوجةُ الكريمةُ عليكِ بما أمركِ زوجكِ به لأنّ اللّه قد جعل الرّجلَ قوّامًا على المرأةِ بالأمر والتّوجيهِ والرِّعايةِ كما يقوم الوُلاَةُ على الرَّعِيَّةِ بما خصّه اللّه به من الخصائص الجسميّة والعقليّة وبما أوجب عليه من واجباتٍ ماليّةٍ لقوله سبحانه وتعالى ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )
بارك اللّه لكما، وبارك عليكما وجمع بينكما في خيرٍ.
✍️ مبارك البحري
تعليقات
إرسال تعليق