عرفه الكل/ الأديب مبارك البحري
عرفه الكلّ
سئلت عَنِ الشَّيْخِ رِضْوَان اللَّه مُصْطَفَى زُغْلُوْل، وَأجبت قَائِلاً "عرفه الكلّ " وتلوت عليه هَذِهِ الْآيَةَ الْكَرِيْمَةَ " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " واعْلم أنّ الاعتراف كلامٌ يدلي به شخص على سبيلِ الاعترافِ عن بعض الحقائق الشّخصيّة الّتي يفضل الشّخص إخفائه واعلم أنّ الاِعْتِرَافَ بِالْجَمِيْلِ جَمِيْل وَمَنِ اعْتَرَفَ بِهِ أَجْمَل. أجيبك بهذا الموضوع " عرفه الكلّ " وسمعَك إليه بالعناية لأنّك قد وجدتَ ما تطلب واعلم أنّ شرف المطلوبِ بشرف نتائجه وعظم خطره بكثرة منافعه، وبحسب منافعه تجب العنايةُ به، وعلى قدر العناية به يكون اجْتناءُ ثمرتهِ. لذا هو شيخٌ نحرير وعالمٌ موسوعيّ طاب أصلا وفرعا وصار كريم الأصل والمنبت. عجيب الشأنِ الجميل بأخلاقه الجميلة الّتي صار بها شريف المقام. وهو من زاد إِيْمَانه بِحُسْنِ الخُلْقِ، وَلَمْ ينقصهُ بِسُوْءِ الخُلُقِ. وكأنّه عرف أنّ كَمَال الإِيْمَانِ، حُسْن الخلقِ، وَنُقْص الإِيْمَانِ سُوْءُ الخُلُقِ. ولاغرو إذ طاب خَلقا وخُلقا. وهو وهو أبيض القلب لا له حقد وحسد، وحباه اللّه ميزة الخير ففاق أقرانه بسموّ أخلاقه. وأنا بالذّات أحبّه قلبا وقالبا حتّى لا حدد لي دونه ولا صدد يمنعني أَنْ لا أحبّه. وأحبّه حبّا لا يغادره الصّفا. وأيم اللّه ما زال مديرنا مَرْفُوْعًا فِي مَحَلِّ رَفْعِهِ، وَمَنْصُوْبًا فِي مَحَلِّ نَصْبِهِ بدون مَجْرُوْرٍ وَمَكْسُوْرٍ لِأَنَّهُ أديب لا حديب، وعليم لا غليم، وحكيم لا عكيم، وفهيم لا فخيم، وأريب لا حريب، وماهر لا ماحر.
ويحبّه الجميع لأنّه طاب إخاء وصداقة، وفاز بالمروءة أغلاها
وبالرّجولة أعلاها، وسلم قلبه عن الحسد والحقدِ، وقد أدهشني خلقه، وأعجبني سلوكه، لأنّ له حسن الطّبعِ والسّلوكِ،
وقد قال رجلٌ عنه " خلُقَ المُدير بطَيِّبِ الْمُشَاشِ، وَخلُقَ بِمَنْصِبِ المديرِ، مع أنّه على منصب أعلى، لذا رعاية اللّه ذهابا وإيابا.
✍️ مبارك البحري
تعليقات
إرسال تعليق