كن ذا بُنْحٍ ياذا طناءٍ/ الأديب مبارك البحري

كن ذا بُنْحٍ  ياذا طناءٍ

طاف ابن الشّيخ حسين البحري العالمَ من أدناهُ إلى أقصاهُ
وهو يمشي بِنور شيخه المفوّه وأبيه الفقيه يوما، فرأى أشخاصا هم في عشواءَ من أمرهم. وإليهم قرب وسألهم لمَ دخلتُم في العشواءِ حتّى لم تجدوا مصباحا تنيرون به . وأجابوه قائلين ما كان أحد منّا درعسا في الدّرمسِ للدَّرَوْسِ  وجعله اللّه الآن عَلطميسا من حيث يغلُّ ويسغبُ. ونسينا أنّ حسن الخلق أحد مراكب النّجاة والمرء بالتّواضع يعلو. ويدعوننا العلماء إلى الإسعاد والإرشاد ولكن أبينا وحقا العاقبة للمتّقين، وبه نسينا أنّ النّبيّ بشّر أهلَ التّواضع بالرّفعة لحديثه الشّريف °مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ* وبالتّرح امتحنا اللّه وفيه رسبنا ياليتنا !!! وما الحلّ والمفعول الآن يا بحري....هيم اللّه أبكاني ما أصابهم من الهمّ والغمّ بِدموعٍ تنساب من عيني سهلةً ليّنةً بلا مانعٍ وأصبتُ بالإكداء والإعياء حتّى تلوتُ عليهم قول اللّه سبحانه وتعالى { حسبك اللّه ومن اتبعك من المؤمنين........  وبهذه الآية تلَوا الكتابَ واستغفروا ربّهم
ويا ذا طناءٍ كن ذا بُنْحٍ  لأنّ الشُّحَّ بوحُ النّهابرِ
وكن ذا طناءٍ بين الإخوان رافئا لأنّك ستصير به محبوبا ومحترما
وكن ذا طناءٍ بينهم__كما يرفأ الرّائبُ الثّايَ ويهذبُ
ولا تكن خبّا للمحبّ وزلقحا....لأنّ ذا جلبح يدهى وهتر مسغلب
                     باللّه عونا سألتُ لما إليه عنيتُ

✍️مبارك البحري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كرونا /الشاعر سعيد تايه.. عمان الأردن

جدلية الحزن في الشعر العراقي المعاصر / مقال الأستاذ حسين عجيل الساعدي