السيادة والقيادة/ بقلم الاديب مبارك البحري

السّيادةُ والقيادَةُ

إنَّ هذا الْيَوْمَ أتى عليَّ كَالْبدرِ إذا انْبلج ضياءهُ في الدَّمسِ وطالما أنتظر هذه النّهزةَ المباركةَ كي أعبر عمّا في قلبي. وقبل إصابةِ الإعياءِ والإحياءِ أجيء بكلامٍ فخمٍ ومهذّبٍ وخالٍ من إيهامٍ وإبهامٍ لِأحيّي غطاريفَ مِنَ الشّيوخِ وأجلاّءَ مِنَ الأئِمّةِ ورؤساءَ منَ الأمَّةِ قبل انْغماسي في ثنايَا الكلامِ. ولذا أسلّم عليكم طرّا قائلا السّلام عليكم ورحمة اللّهِ وبركاته

وممّا يجب أن يكون عليْهِما من يقوم بالسِّيادةِ والقيادةِ من الأخلاقِ الّتي به أليق وله ألزم فالعدلُ والإنصافُ لأنّ مدّةَ الائتلافِ لا تكون إلاّ بِهِمَا ولأنّ العدلَ ميزانُ اللّهِ الّذي وضَعَه لِلْخَلْقِ ونَصَبَهُ لِلْحَقِّ فلا تخالفهُ في ميزانِهِ ولا تعارضهُ في سُلْطَانِهِ. واسْتعنْ على العدلِ بِخلّتين ¢ قِلَّة الطّمعِ وكثرة الورعِ…… فإذا كان العدلُ من إحدى قواعد الدّنيا الّتي لا انْتظام لها إلا به وصلاح فيها إلا معه صلحتْ الأمّة وحسنتْ الشّكيكة. ولا بدّ من وجود القائدِ المقحامِ الّذي يكون قائد الأمّة برأيه الصّارمِ في أيّة جماعةٍ بشريّةٍ لِأنّ هذه الأمّةَ
تحتاج إليه. وهذا ما فعلْتُم باخْتيارِكم الرّؤساء النّبلاء في نفس هذا اليوم. وهذا ما جعلَنِي أن أهديَ إليكم هذه الكتابةَ كي تعلموا كنهَ ما في السّيادةِ والقيادَةِ. وعلى هؤلاء الّذين اخْترناهم الرّؤساءَ التّقوى لِأنّ من سماحة دينِنَا الحنيفِ { الدّينِ الإسلامي } التّقوى من حيث إنّه لا يعتبر في النّسب لِلمسلم أيّ مكانةٍ أو منزلةٍ ولا البلدَ الّذي ينتمي إليه المسلمُ كذلك، أو مهما هو مرموقُ الرّخاءِ وموموقُ الإخاءِ أو شريفُ المقامِ. وإنّما يعتبره هي التّقوى ومظهرُ الخوفِ من اللّهِ والعملُ بِمبادِئ الدِّينِ الحنيفِ وقال سبحانه وتعالى { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } وبالتّقوى والعملِ الصّالحِ يمنح اللّهُ عبادَهُ من العلمِ والمعرفةِ ما يشاء ويعطي للحفاظ على دينِهِ وقرآنِهِ. واخْتار من عباده أئمّةً وأودع فيهم العلمَ والمعرفةَ والتّوفيقَ ورفع من عباده بعضا على بعضٍ وجعلهم الرّؤساءَ ومن أحسن منهم له عاقبة الخير، وسيبقى على من أساء منهم ما يرْتكبُه من المحارم ويكتبِسُهُ منَ المآثم ولذا عليكم بِتقوى اللّه لأنّ تقوى اللّه خير الزّادِ لقوله في القرآن الكريم { وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ } ومنكم أرجوا أن تكونوا القدوةَ والمصباحَ الّذي ينيرُ لنا الطّريقَ حتّى نعرفَ معرفة الأوامرِ الّتي يجب اتّباعها والنّواهي الّتي يجب الابتعادُ عنها. أسعدكم اللّه وأحسن إليكم

✍️مبارك البحري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كرونا /الشاعر سعيد تايه.. عمان الأردن

جدلية الحزن في الشعر العراقي المعاصر / مقال الأستاذ حسين عجيل الساعدي