طرقات ترابيه /بقلم الكاتبة مها عفاني

طرقات ترابية ، 
لم تكن مرصوفة كانت تمشي ،  بين الازقة متعثرة بحجارتها التي تشققت من العابرين ، حتى  لا يتغبر الحذاء ، 
شريط الليلك ينساب من فوق شعرها الذي يشبه ذيل الفرس ،  تماما بلون زنار يضم خصرها النحيل ، 
لم تكن تحسب الوقت ، كان المشي اسهل ، والصباح انقى يرخي دلاله بين قطرات الندى التي تعانق الجوري وعطر زهر الليمون الذي يشبه إلى حد بعيد عطرها ،،،
 تفرح كلما مرت أمام شجرةٍ محفور عليه قلب وحرفين ،  
جدار حديقة وردي اللون ، يحمل اسماء عاشقين مكتوب بدهان وردي كي لا تمحيه الامطار الي كانت غزيرة ، هادئة ، لم تغضب ك امطار اليوم !
تفرح وتهمس لقلبها ، يوما ما ساحفرك هنا ،
بصوت العندليب ، ورائحة الجوري الذي كانت تقطفه خلسة وتختفي قبل أن تنهال عليها الجارة ام علي بالشتائم  ،
خيالات وصور ، عربة بائع الفول ، صوته ما زال يضحك يدغدغ نبضها ، وهو يقول هذه شرائح الليمون لك متبلة بالكمون ،،،
أكملي ما بال قلبك توقف عن الثرثرة ،،،،
لم تعد هناك أزقة ، ولا طريق ترابي يتباهى باشجار الليمون وزهره الذي طالما زينت به شعرك؟
اين الجيران ، وبائع الفول ،  وحديقة الجوري ،،،
كلهم عابرون ،،
أفاقت من غفوتها على صوت ام كلثوم وهي تشدو 
ومضوا كلٌ في طريق...

مها عفاني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كرونا /الشاعر سعيد تايه.. عمان الأردن

جدلية الحزن في الشعر العراقي المعاصر / مقال الأستاذ حسين عجيل الساعدي