الذكرى مسار / الشاعر هائل الصرمي
الذكرى مسار
بذكرِ محمدٍ تصفو القلوبُ
حبيبٌ لا ينافسهُ حبيبُ
لِطٓهٓ أبعثُ الصلواتِ تَتَرَى
لأنَّ صلاتَهُ مسكٌ وطيبُ
لأنَّ صلاتَهُ سِرٌّ عظيمٌ
لها أثرٌ بأمتنا عجيبُ
فكلُّ المجهدينَ بكلِّ أرضٍ
إذا صَلّوا نفوسُهُمُ تؤوبُ
"وكمْ جَزِعَتْ نفوسٌ منْ أمورٍ ؟
أتى من دونها فرجٌ قريبُ "!
يدورُ العامُ دورتَهُ سريعاً
وتلهثُ خلفَ دورتهِ الحروبُ
فلا ترسو على حالٍ بلادٌ
ولا تُمحَى منَ الوجهِ الندوبُ
يدورُ العامُ والذكرى مسارٌ
وأُمَّتُنَاتداهمها الخطوبُ
متى تُطْوَى المآسي منْ بلادي
فلا يعدو البعيدُ ولا القريبُ
يقولُ المرجفونَ وقدْ تباكوا
على أوضاعِنَا ولهمْ نحيبُ
بِأَنَّ النصرَ غادرَنَا وولَّى
بعيداً بعدما كَثُرتْ ذُنُوبُ
نعمْ تشتدُّ أزمتُنَا وتٓخْبُو
ولكنْ بعدَ شدَّتِهَا تغيبُ
بفضلِ اللهِ يغدو الكربُ أُنْسَاً
ولولا الكربُ ماابتهجتْ قلوبُ
وكمْ نِعَمٍ تُرَى بعدَ ابتلاءٍ
فلولا الداءُ ماعُرِفَ الطبيبُ
وكيفَ سيعرِفَ النعماءَ عبدٌ
إذا لمْ يُصْلِهِ الخطبُ الرهيبُ
فبعدَ الكربِ منقلبٌ كريمٌ
تُبَاعِدُهُ وتدنيهِ الذنوبُ
وحتماً سوفَ تنقشعُ المآسي
متى اشتدَّ الضرامُ أوِ اللهيبُ
عُبَابُ السيلِ لا يرسُو بأرضٍ
إذا لمْ يَحْجُزِ السيلَ الكثيبُ
فبعد العسرِ يسرٌ لو صبرنا
فلا كربٌ يدومُ ولا لُغُوبُ
متى ضاقَ الخناقُ على جنينٍ
فبعدَ مخاضِهِ فرحٌ وطيبُ
على طَهَ صلاةُ اللهِ تُتْلَى
مدى الأيامِ تعشقها القلوبُ
شعر هائل الصرمي
تعليقات
إرسال تعليق